إطلاق عمليات مداواة واسعة لمكافحة الجراد الصحراوي بالذّهبية

أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عن انطلاق عمليات مداواة الجراد الصحراوي في المناطق المتضررة، بعد تسجيل دخول بعض الأسراب من ليبيا إلى التراب التونسي عبر منطقة الذّهبية بولاية تطاوين. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة جاءت استجابة لانتشار الجراد في بلدان الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا، وخاصة ليبيا التي تشهد حالياً "طفرة" لهذه الآفة بسبب توفر الظروف الملائمة لتكاثرها، مثل هطول الأمطار ووفرة الغطاء النباتي الأخضر.

وفي إطار الجهود المبذولة، قامت المصالح الجهوية التابعة للوزارة خلال الليلة الفاصلة بين 12 و13 مارس 2025، بالمداواة الأرضية للمناطق المتضررة. كما تم تعزيز فرق العمل بفرق ميدانية مجهزة بآلات الرش المحمولة على الشاحنات وصهاريج المياه، قادمة من ولايات سيدي بوزيد وقابس. وأفادت الوزارة بأن عملية المداواة لا تزال مستمرة، مع التركيز على مراقبة الوضع بشكل يومي ودوري.

على صعيد آخر، تنظم الوزارة بالتعاون مع هيئة مكافحة الجراد الصحراوي دورة تكوينية حول تقنيات رش المبيدات، والتي ستمتد من 13 إلى 21 مارس الجاري. وتهدف هذه الدورة إلى تدريب الفنيين والإداريين المسؤولين عن الصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية في الولايات الأكثر عرضة للخطر، مثل تطاوين ومدنين وقابس وتوزر وقبلي وقفصة. وتشمل الدورة حصصاً تطبيقية لتشغيل آلات الرش الحديثة التي تم اقتناؤها منذ آخر غزو للجراد في البلاد.

وفي سياق الاستعدادات المركزية، أكدت الوزارة استمرار الفرق الفنية في القيام بعمليات المسح الشاملة لرصد تحركات الجراد، مع تجنيد جميع الجهات المعنية على المستويين المركزي والجهوي. وقد تم توفير المعدات اللازمة، بما في ذلك آلات الرش والمبيدات، لضمان التعامل الفعال مع أي طارئ.

وعقدت اللجنة الوطنية لليقظة ومكافحة الجراد اجتماعاً استباقياً يوم 12 مارس 2025، برئاسة وزير الفلاحة عز الدين بن الشيخ، لدراسة السيناريوهات المحتملة وفق المخطط الوطني العاجل لمكافحة الجراد. وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تفعيل اللجان الجهوية لمكافحة الجراد في الولايات الأولى للمواجهة، مثل تطاوين ومدنين وقابس وتوزر وقبلي وقفصة، تحت إشراف الولاة. كما تم تكوين جبهة صد أولى لتقييم الوضع في المناطق الحدودية الجنوبية، مع إنشاء مخزون استراتيجي من المبيدات تحسباً لأي طارئ.

وأشار البلاغ إلى أن بعض الأسراب القليلة العدد قد تشكلت حالياً في ليبيا، وأن المصالح المختصة بالوزارة تتابع الموضوع بشكل دوري ومتواصل منذ أكتوبر 2024، بالتعاون مع شبكة من الخبراء الدوليين ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية.